تنطلق منتصف شهر تشرين الثاني -نوفمبر- المقبل نهائيات كأس العالم ال22 في دولة قطر. تنظم البطولة للمرة الأولى في احدى الدول العربية و للمرة الأولى ايضا في هذا التوقيت حيث تبدأ المنافسات في العشرين من تشرين الثاني و تختتم في الثامن عشر من كانون الأول -ديسمبر- و تشهد البطولة العديد من التجاذبات بخصوص موعدها بسبب تضاربها مع البطولات المحلية و المنافسات القارية كدوري ابطال اوروبا و ما ستسببه من ضغط المباريات و الخوف من اصابات اللاعبين مما قد يؤثر على مسار العديد من الفرق المنافسة على الألقاب. إضافة الى تصاعد موجة الإتهامات لقطر بإنتهاكات لحقوق الإنسنا خلال بناء الإستادات التي ستقام عليها المباريات.
أقيمت البطولة للمرة الأولى في العام 1930 في الأوروغواي و احرز اصحاب الأرض اللقب ثم احرز المنتخب الإيطالي لقب النسختين اللاحقتين في 1934 و 1938 و هو احد منتخبين فقط احرزا اللقب مرتين متتاليتين مع المنتخب البرازيلي عامي 1958 و 1962.
توقفت البطولة بين عامي 1942 و 1949 بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية قبل ان تعاود الإنطلاق في العام 1950 الى اليوم من دون توقف. احرز لقب كأس العالم منذ انطلاقها الى اليوم ثمان منتخبات فقط. ثلاثة منهم من امريكا الجنوبية هو البرازيل حاملة الرقم القياسي بخمس مرات و خمسة منتخبات من اوروبا هم ايطاليا, المانيا, انجلترا, فرنسا و اسبانيا.
البرازيل هي ايضا حاملة الرقم القياسي ب22 مرة حيث لم تغب عن اي من النهائيات يليها المنخب الألماني ب19 مرة فالمنتخب الأرجنتيني ب17 مرة.
المنتخب الألماني هو اكثر منتخب حل في مركز الوصافة بواقع اربع مرات اعوام 1966, 1982, 1986 و 2002, كما احرز اللقب اربع مرات اعوام 1954, 1974, 1990 و 2014. يليه المنتخبين الأرجنتيني الذي حل وصيفا اعوام 1930, 1990 و 2014 و احرز اللقب مرتين اعوام 1978 و 1986 و الهولندي الذي حل وصيفا ثلاث مرات ايضا اعوام 1974, 1978 و 2010 و لكنه لم يحرز اللقب ابدا.
شهدت البطولة عبر تاريخها العديد من الأحداث التي طبعت في الذاكرة و لعل ابرزها اللاعب هكتور كاسترو في بطولة 1930 و الذي كان يلقب بالمانكو و السبب انه كان صاحب ذراع واحدة فقط حبث فقد ذراعه و هو في الثالثة عشر من عمره, غير ان ذلك لم يمنعه من ممارسة كرة القدم بل و كان هدافا الفريق ايضا. مونديال 1982 في اسبانيا شهد حادثة غريبة لا تزال تعتبر من اغرب حوادث المونديال, ففي مباراة فرنسا و الكويت احتج الكويتيون على احتساب هدف لفرنسا بعد ان اطلق احد المشجعين صافرة ظنها الكويتيون انها صافرة الحكم فتوقفوا عن اللعب, غير ان الفرنسيين اكملوا الهجمة و سجلوا الهدف الرابع. احتسب الحكم الهدف فاعترض الكويتيون و مع تزايد اعتراضاتهم دخل الشيخ فهد الأحمد الصباح الى ارض الملعب لمساندة لاعبي الكويت. المفارقة ان الحكم اقتنع من الشيخ و الغى الهدف و بعد المباراة استبعد هذا الحكم تماما من المونديال و من اي مباراة دولية لاحقة.
يبقى ابرز احداث المونديال, و اكثرها رسوخا بالذاكرة هدفي الأسطورة الأرجنتينية الراحل دييغو أرماندو مارادونا في مرمى انكلترا خلال مباراة ربع نهائي كأس العالم 1986 او ما يعرف “بمونديال مارادونا” حيث ساهم
الأسطورة الأرجنتيني وحده تقريبا باحراز منتخب بلاده اللقب. في تلك المباراة سجل مارادونا الهدف الأول بيده في مرمى بيتر شيلتون و رغم اعتراضات المنتخب الإنكليزي الا ان الحكم احتسب الهدف. انكر مارادونا وقتها استعمال يده رغم ان الكاميرات التقطت اللقطة و قال وقتها: “ان كان هناك من يد في هذا الهدف, فهي يد الله”, وقد اشتهر هذا الهدف بإسم يد الله. بعدها بدقائق استلم مارادونا الكرة من منتصف ملعب الأرجنتين و انطلق بها متخطيا معظم اللاعبين الإنكليز بمن فيهم حارس المرمى مسجلا هدفا خالدا اختير هدف القرن و اصبح ماركة مسجلة بإسمه فكل هدف شبيه بهذا الهدف يطلق عليه “هدف مارادوني” او “هدف على الطريقة المارادونية”. يقول مارادونا لاحقا عن تلك المباراة: “كانت انكلترا قد ارتكبت العديد من المجازر بحق الأرجنتينيين خلال حرب الفوكلاند و اردت ان ارد لهم الدين بطريقة لا ينسوها ابدا”.
يعتبر المونديال الحدث الأبرز رياضيا حول العالم حيث يتابعه الملايين تصب الترشيحات لإحراز لقب البطولة القادمة في مصلحة البرازيل و فرنسا حاملة لقب النسخة الأخيرة بالإضافة الى المانيا و الأرجنتين. فمن سيفوز و هل ستشهد هذه البطولة مفاجآت و نرى بطلا جديدا من خارج دائرة الترشيحات, ام ان البطل سيكون احد الثمانية الأبطال؟ فلننتظر و نرى.