تحية الى ناهض حتر – الراصد العربي

تحية الى ناهض حتر

الى الصديق والزميل الشهيد ناهض حتر
ان يفوز الموت الغادر بالرجال الانقياء _الزارعين قلوبهم وأعصابهم مشاتل قمح وعذوبة ..فهذا ليس انتصارا .
يا شامخا
ابلغك ..لقد خرج اسمك من حالة التفرد واصبح الان قضية نمتزج معك فيها،ونصرخ بصوتك في وجه الصمت ..والغوغاء أيضا ،وفي وجه الايمان المنافق ،وفي وجه كل مسيلمات الاديان والمذاهب .
تعالوا يا كل من يهمهم النور والوضوح ،لنخلع انياب الافاعي المتسللة إلى جسر القمح ،بعد ان اختلطت دماء الناهض في النقاء وصار شيئا مثل حبات الندى ..مثل السماء .
لم يكن ناهض مجهولا ..كذلك لم تكن رصاصات الغدر مجهولة .
الظلام يخاف دائما النور
مثلما تخاف الجراثيم الدواء
هذا الظلام حتما حتما سينقشع
بعدها ستثأر البراعم والجراح لدمائها ..
وكأن بول ايلوار كان يقصد ناهض حين قال : “لم يكن يملك ما يحتمي به من القتلة “،فغدر به في قصر عدل الاردن وفي ساحة أمن ابن الانكليزية .
نحن جميعا ،من نملك حريتنا وإرادتنا وإيماننا ان المقاومة حق وواجب مقدس ،وان هزيمة الظلام والارهاب حتمي :حتى لا تحرق كتب ابن رشد مرة ثانية ،وحتى لايشوى ابن المقفع مرة ثانية وهوحي،ولا يقتل الحلاج مرة أخرى ،ولا يقتل الطبري ثانية بسد ابواب منزله ونوافذه بالحجارة فيموت كمدا وقهرا وحتى لايتكررقتل الحلاج … وحتى وحتى وحتى …
نحن جميعا مستهدفون ..طالما يوشع اميرالتكفيريين ،وهم معرفون ولديهم القتلة وخبرة الجزارين والجلادين .
لكن لدينا عقلنا وحريتنا وارادتنا ،
ولاننا كذلك سنبقى نحرض ضد التلموديين وستبقى اقلامنا مشرعة لهزيمة الريح الاسود ،وأن نكون أهلا لحقدكم الى اللحظة الاخيرة من الحياة .
علينا نحن الذين لم يغرنا المال الحرام والذهب الاسود ،
والدين القتٌال،
والسلطة الهمجية ،
علينا نحن الذين نحب الفن والادب والثقافة والاعلام الحقيقي المنحاز إلى جانب الفقراء والناس البسطاء .
علينا ان نحب الثقافة ،ان نتثقف اكثر ولا نغرق في هوس المال والتسلط ،بأن نحب الناس أكثر ،وأن نشير بالبنان الى كل اسماء القتلة والمجرمين .
السكوت لم يعد ممكنا ،بالنسبة لك يا ناهض كانت الكتابة مهمة ثورية ..والكتابة الثورية هي المسافة بين الحبر والدم ..فتحية الى ناهض حتر ..والسلام لك وإلى دمك .