!عام 2011 هل نفذته واشنطن في الصين؟ Contagion – الراصد العربي

!عام 2011 هل نفذته واشنطن في الصين؟ Contagion

في عام 2011 انتجت السينما الأميركية، فيلما عنوانه”Contagion” يتحدث عن فايروس غامض ينتقل من الصين إلى العالم.

والغريب في الأمر، أن مايصيب الناس جراء هذا الفايروس، شبيه تماما بما يصيب الصينيين الآن من جراء وباء “كورونا”، ليتبين في نهاية هذا الفيلم أن الفايروس نقله إلى الناس “الخفاش”، وهو السبب الأساسي الآن في انتشار “كورونا”، وهو ماينطبق الآن على مايجري في الصين.

يبدو أن الرأسمالية لأميركية المتوحشة، لم تعد تقف عند حدود، في اندفاعاتها العدوانية على العالم، حتى أنها لم تعد توفر حلفاءها، واتباعها، في ظل رئيس لا يفقه إلا بفرض الخوات ودفع تكاليف الجنون والهوس الأميركي، باحكام قبضة اليانكي على العالم الذي يستحضر كل غطرسته ووحشيته لفرض هيمنته، وربما هي أيضا تستحضر كل نظريات التوحش التي ابتكرها علماء اجتماع متوحشون وعدوانيون في العالم.

ففي ممارسات الرأسمالية الأميركية المتغطرسة والمتوحشة، ينبغي أن تتمركز ثروات العالم وخيراته في خزائنها في نفس الوقت الذي لا تكف فيه عن إخضاع الشعوب والأمم والدول لمشيئتها، بالإضافة إلى سعيها المتواصل للسيطرة على كل مقومات استمرار العنصر البشري، وهي إذا لم تشن حرب إبادة بشرية بشكل مباشر وبقيادتها لكن لها مساهمة في كل عدوان على الشعوب.

وبهذا ليس غريبا أن نجد أميركا في كل الحروب التي شهدها العالم من حروب الأفيون على الصين، إلى كل الحروب العدوانية، بداية على دول وشعوب القارة الأميركية، التي امتدت إلى كل الكون، فجميع صفحات تاريخ الولايات المتحدة حافلة باعمال العدوان والغزو والسطو والتدخل، سواء لفرض سيطرتها المباشرة أو لاجهاض ثورة قامت ضد سلطة فاسدة في القارة الأميركية أو العالم، وأجهضت مساعي الثورة، وفرضت عليهم حكومة عسكرية عميلة لها، أو لاجهاض وتحطيم تجربة ديمقراطية أطاحت بعملأ لواشنطن سارقين وفاسدين وحرامية.

ليس عجيبا ولاغريبا أن نجد أميركا في اكبر الحروب العالمية التي شهدتها الأرض، سواءً تلك التي اندلعت في عام 1914، والتي بلغت تكلفتها على الخزانة الأميركية ما يزيد عن أربعة تريليونات دولار، وقتل في صفوفها 400 ألف جندي أميركي، والتي انطلقت بمشاركة الأميركيين سنة 1941، بعد قصف اليابان ميناء بيزل هاربر الحربي، وكلا الحربين كبدت البشر الملايين من القتلى والدمار والفساد في الأرض!.

ويبدو أن الولايات المتحدة أيضا، تطبق النظرية “المالتوسية”، فتوقظ الشيطان من قبره بعد قرون فيعود البريطاني روبرت مالتوس (1766 ـ 1834) ونظريته في علم السكان التي يرى فيها “أن قوة السكان في التكاثر اعظم من قوة الأرض في انتاج الغذاء”، فالبشر يتزايدون كل 25 سنة بنسب هندسية متتالية (128،64،32،16،8،4) فيما يتزايد الانتاج الغذائي بنسب حسابية متتالية فقط ( 50،40،30،20،10)، مما يعني أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش من دون غذاء، لأن هاتين القوتين غير متساويين في النمو، فلا بد لهما من موانع تدفع بهما إلى التكافؤ، بما يعني تقليل نسبة التزايد السكاني لتتعادل مع نسبة الانتاج الغذائي.

ومالتوس بهذا المعنى يرى ضرورة لتدابير سلبية وقانونية تتمثل بعدم الزواج، واستخدام وسائل منع الحمل، وربما يرى في الحروب والأمراض، عاملا للتخفيف في التكاثر البشري.

والانكى أن كثيرين في النظام الرأسمالي العالمي، يجدون في النمو البشري عاملا سلبيا، وحتى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ترى بشكل أو آخر ضرورة للحد من التكاثر، إذ تقول: “ان الناس في الهند صاروا يأكلون مرتين في اليوم، وإذا كان ثلث الشعب الهندي البالغ تعداده مليار نسمة يفعل ذلك، يعني 300 مليون نسمة إذا استهلكوا فجأة طعاما يعادل مثلي ما كانوا يستهلكونه، فإن هذا سينعكس علينا، وإذا بدأ مئة مليون صيني في شرب الحليب أيضا، فإن حصص الحليب لدينا ستقل”.

هل هنا أوقح من هذا الجشع الرأسمالي؟! دعونا نسأل ما علاقة كل ذلك بانتشار “كورونا” من الصين؟

صار معروفا، أن الصين التي كانت منذ نحو سبعين عاما دولة معزولة صارت واحدة من أعظم القوى الاقتصادية في العالم، وهي أصبحت معجزة اقتصادية حقيقية، ويتوقع لها في السنوات القليلة المقبلة أن تتقدم على الولايات المتحدة، وهو الأمر الذي لا تستطيع واشنطن ابتلاعه، ومن هنا يشكل انتشار فيروس “كورونا” الضربة الأخطر على النهوض الاقتصادي الصيني، وقد يتسبب في تأثير سلبي على النمو الاجمالي لبكين.

فهل من دور مشبوه للولايات المتحدة في انتشار هذا الفيروس الخطير؟

نكتفي بالإشارة إلى أن واشنطن كانت دائما تنظر بعين الغضب إلى التقدم الصيني المذهل، وتحاول أن تضع القوانيين والتشريعات التي تؤثر سلبا على العملاق الاسيوي.. فهل أن فيلمها الخيالي” Contagion” حققته فعلاً؟!.

                                                                                                                                                                                      الثبات ٠١ شباط ٢٠٢٠