هل تعترف الأكثرية النيابية بنتائج الإنتخابات؟ – الراصد العربي

هل تعترف الأكثرية النيابية بنتائج الإنتخابات؟

أمام الأزمة الحكومية المستفحلة، يبدو وكأن الجميع قد سلّم بالإنقلاب على نتائج الانتخبات النيابية، التي قبلت فيها الأكثرية الناتجة عن تلك العملية، بمشاركة فعلية لأطراف الأقلية النيابية، بحيث تبدو الأمور وكأن هذه الأقلية لها الصوت المرجح والخيار الحاسم، وإلَّا ما معنى ذاك الدلال والغنج الذي مارسه ويمارسه رئيس الحكومة المستقيل، وكأنه لا يوجد شخص في الجمهورية البائسة ليحل مكانه في الكرسي الثالثة، فلا هو يرضى العودة إليها إلا وفق شروطه، ولا يرضى بغيره أن يتربع عليها، وإذا حصل أن اقترح أو وافق على شخصية أخرى، فإنه عصافيره وزغاليله جاهزة للتنكيد على تلك الشخصية لتطفيشها، لأن لا حل أمام أسير محمد بن سلمان الآن وفي الغد وبعده إلا أن يبقى على الكرسي رقم 3.

 أي مهزلة سياسية حين يفترض أن يحظى أي مرشح للفان، عفوا للكرسي رقم 3، برضى ومباركة بيت وادي أبو جميل، مع العلم أن سيد هذا البيت لم يعد يستطيع أن يسيطر على كل حزبه وكتلته النيابية، وكثيرون صار يغني كل واحد منهم على ليلاه.

فهل أن نهاد المشنوق منسجم تماما مع رئيسه، حتى لا نأتي على ذكر فؤاد السنيورة وأشرف ريفي وحتى أبو عبد، وهل أن تمام صائب سليم عضو في التيار الأزرق،  ثم هل مازال الحريري يمثل أكثريته المذهبية المطلقة، لأنه من أصل 27 نائبا مسلما سنيا كانت حصته 16 نائبا فقط، بما معناه أن هناك 11 نائبا ليسوا من التيار الأزرق بصرف النظر عن توزعهم السياسي.

ما معنى قول أن رئيس الحكومة التي كانت يوما غير ميثاقية وغير دستورية وغير شرعية، والقول من اوساط في بيت وادي ابو جميل، أن فؤاد السنيورة سيكون الوريث الذهبي، وهو في متناول اليد لمرحلة انتقالية، (مرحلة انتقالية ماذا يعني ذلك).

ثم ماهي حقيقة القول أن قائد التيار الأزرق دفع دفعا إلى الاستقالة، لكي يلحقه بقية الترويكا؟.

مع اقتراب أربعينية استقالة الرئيس الحريري، وحرقه أسماء: محمد الصفدي، بهيج طبارة، وسمير الخطيب وربما ((الحبل على الجرار)) كما يقول المثل العامي، ثمة أسئلة كثيرة، هل سلمت الأكثرية النيابية بأنها ليست على ((قدر الحمل))، وأنها بحاجة إلى رضى “بيت الوسط” الذي يزداد إصراره على حكومة تكنو قراط.

ترى لو سئل ماذا يعني “تكنوقراط” هل سيأتي الجواب الصحيح؟! فؤاد السنيورة من هؤلأ التكنو،طارق متري أيضا، وسامي حداد، وحتى شارل رزق، هما كذلك، وكثير من هذه النوعيات التكنو.

بأي حال، الخلاصة أن البلد يمر في مرحلة خطيرة، فهل تعترف الأكثرية النيابية بنتيجة الانتخابات، وأنها أكثرية، وتقلع عن أخذ خاطر جليس بيت الوسط ، لنبدأ الخروج من هذه الضبابية واحتمالاتها، وهنا استعير من الزميل نبيه برجي: ((هنري كسينجر قال بالفوضى الخلاقة، ديك تشيني قال بشيخوخة الخرائط، لا أحد خارج لعبة الدومينو، اسرائيل هي (ابنة الله) هكذا زعم اليوت ابرامز، يفترض أن تكون محاطة بالدول المحبطة، وبالمجتمعات الضائعة)).

تذكروا أن المقاومة اللبنانية الباسلة حققت عام 2000، وفي تموز 2006 مالم يحققه التاريخ العربي والاسلامي منذ سقوط غرناطة عام 1492 م .

                                                                                                                                                                               جريدة الثبات 28/11/2019